أصدرت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بياناً إلى الرأي العام بمناسبة الذكرى السنوية لانتفاضة 12آذار (انتفاضة قامشلو).
وشددت الإدارة الذانية في بيانها على أن الانتفاضة كانت النواة الأساسية لثورة روج آفا، مشددة على ضرورة السعي إلى السلام والاستقرار في سوريا ومحاربة الإرهاب ومنع تقسيمها.
وجاء في نص البيان:
"يصادف الثاني عشر من آذار الذكرى السنوية الثامنة عشرة لانتفاضة قامشلو التي حدثت عام ٢٠٠٤، التي تمثّلت في تحوّل مفصلي مهم في تاريخ سوريا الحديث، حيث أراد نظام البعث اختلاق فتنة عربية - كردية عبر ما حدث والمخطط له من خلال مباراة لكرة القدم بين فريقي الفتوة والجهاد آنذاك، والذي أدّى إلى استشهاد العشرات من الكرد وجرح آخرين إثر استخدام العنف المفرط، بالإضافة لحملات الاعتقال التعسفي.
مجزرة قامشلو ارتكبت بيد مَن منع التوجه الديمقراطي في سوريا لعقود، حيث تعاملت السلطات مع المتظاهرين بذهنية الدولة الأمنية والقومية، الدولة الشوفينية التي تسعى دوماً إلى اختلاق العداء والتفرقة بين الشعوب، والتي تستند في فكرها إلى المنظومة الأحادية والفردية، حيث إن الدولة القومية وفكرها وذهنيتها على تضاد تام مع أي نوع من الديمقراطيات كونها لا تقبل إلا بشكلها السلطوي ومضمونها الفردي، كذلك تسعى دائماً إلى منع الوحدة بين الشعوب وتتسم في جوهرها بسياسة التفرقة.
إنّ النهج المذكور، ومع ظهور الحركات المتطرفة مثل داعش، وجبهة النصرة، وغيرها من التي تدعمهم تركيا التي تعادي الشعب السوري ومنذ سنوات، وهم المسؤولون عن النتائج التي ظهرت على الساحة لاحقاً والتي أعاقت الحل السوري حتى الآن، ووصلت الأمور إلى الاحتلال العلني.
تابع البيان "ثورة شمال وشرق سوريا والإدارة الذاتية الديمقراطية تستند إلى نظام ديمقراطي؛ النظام الجامع لفكر الشعوب والموحد لها على اختلافاتها، قامت الثورة الديمقراطية ببناء الوحدة المجتمعية التي تقف الآن في وجه كل من يعادي التطلع الحر للشعوب، فمن كانوا ضحايا لصراع عام 2004 قاموا ببناء نظام ديمقراطي في شمال وشرق سوريا على أساس فلسفة الأمة الديمقراطية، ويتشاركون اليوم في إدارة ديمقراطية مشتركة، هذا المشروع كان الرد المناسب على مجزرة قامشلو وجميع محاولات كسر إرادة المجتمعات وأيضاً محاولات إشعال الفتن بين المكونات المتنوعة.
هذا النموذج نوعي وفريد في الشرق الأوسط، ما يؤهل لأن تكون ثورة شمال وشرق سوريا غير محصورة بالمحيط المحلي، بل من أجل عموم المنطقة، التي تعتبر خطوة تاريخية أدت إلى إحياء الروابط الأصيلة بين الشعوب التي مزقتها الدولة المركزية والقوموية، والضمانة لنجاح هذا المشروع كان نهج الأمة الديمقراطية الذي يتخذ أخوة الشعوب والتنوع أساساً له وبناء مجتمع أخلاقي وسياسي، وهذا سيقود سوريا لأن تكون رائدة للثورة الديمقراطية في المنطقة ككل، والتي كانت مهد الإنسانية، لكي تصبح مرة أخرى مركز الحضارات الديمقراطية بعد حالات العبث التي مارستها القوى المعادية لطموح الشعوب".
شدد البيان "نحن في الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا نسعى إلى السلام والاستقرار في جميع سوريا وما إصرارنا على الحل الديمقراطي والحوار ومحاربة الإرهاب إلا من أجل منع التقسيم وتفتيت وحدة سوريا، وبناءُ وحدة الشعوب جاء من أجل تقوية سوريا أمام جميع أشكال الهجمات؛ من هذا المنطلق نناشد إدارة الدولة السورية والرأي العام الديمقراطي للعمل من أجل إجراء التغيير الوطني الديمقراطي وبناء نظام ديمقراطي تعددي لامركزي.
وبمناسبة ذكرى انتفاضة قامشلو في الوقت الذي نستذكرها بإجلال وتقدير والتي اعتبرت النواة الأساسية لثورتنا لاحقاً نَعِدُ شهداءنا وشعبنا في شمال وشرق سوريا بالسير على نهج شهداء ١٢ آذار ومبادئ ثورة ١٩ تموز حتى الوصول إلى سوريا ديمقراطية، تعددية دون إنكار أو إقصاء، والعمل على تحقيق الاستقرار والقضاء على الإرهاب وإعادة عفرين والمناطق المحتلة الأخرى إلى أهلها وتحريرها من الاحتلال التركي ومرتزقته.
الرحمة للشهداء. تعيش انتفاضة 12 آذار".